تعتبر جمعية المنارة مبادرة اجتماعية من وحي مؤسسها المحامي عباس عباس، والذي هو بنفسه إنسان من أصحاب التحديات، استطاع أن يشق طريقه نحو النجاح وأن يقود سفينة المنارة نحو الانجازات المحلية والعالمية.
ولد عباس في مدينة الناصرة عام 1976، وهو الابن الأصغر لوالده المحامي المخضرم صدقي عباس وأمه ربة المنزل وله ثلاثة أخوة وأختان. درس عباس رغم إعاقته البصرية في مدرسة أهلية وهي الإكليريكية في الناصرة. آمن الطاقم التدريسي ووالديه بقدراته مما أتاح له الفرصة للتميز والتفوق. هو بمثابة مصدر إلهام لكل شخص يقابله، وذلك بفضل حماسه المتقد دائماً، قدراته الإدارية وشغفه المستمر دائما.
يقول عباس: “وكأن هنالك شبحاً يطاردني، عوضاً عن ممارسة الحياة بشكل عادي، علي أن أكون الأفضل، أن أتميز وأن أبرز. وكأني مدين لأحد بشيء ما. هذا التفكير مغروس فيَ. كي يبرز الإنسان مع إعاقة في المجتمع العربي عليه أن يكون الأفضل”.
عباس حاصل على اللقب الأول والثاني في الحقوق من الجامعة العبرية في القدس عام 2001، وكتب أطروحة حول “الحقوق الجمعية للأقلية الفلسطينية في التعليم”. عام 2007، أنهى دراسته للقب الثاني في إدارة الأعمال تخصص إدارة مؤسسات غير ربحية من جامعة حيفا، كما وأنهى بامتياز دورة Coaching عام 2011 في جامعة حيفا، وشارك في نفس السنة في البرنامج المرموق لشركة فورد في القيادة الجماهيرية، والذي عقد في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، وهو مفوض اتاحة معتمد في أعقاب دراسته في جامعة تل أبيب منذ عام 2015.
إيمانا منه أن “لا شيء عنا بدوننا”، أسّس عباس في عام 2005 جمعية المنارة لدعم أصحاب التحديات في المجتمع العربي وأصبح مديرها. جمعية “المنارة” هي أول جمعية عربية قطرية لرفع مكانة أصحاب التحديات في المجتمع العربي، والتي تهدف إلى تمكينهم لتحقيق ذاتهم وكامل قدراتهم من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتوسيع آفاقهم، كما وتؤمن بأحقيتهم أن يكونوا مواطنين متساوين، فعّالين ومندمجين في المجتمع، بموجب قيم التميّز والتّمكين والمساواة والحوار. عباس يؤمن بالمقولة: “من يعط الشخص سمكة يؤمن له وجبة واحدة، ومن يعلمه الصيد يؤمن له الزاد طول العمر”، وعليها ارتكزت نشاطات المنارة ومشاريعها.
عام 2009، تم إختيار عباس كأول زميل في البلاد في منظمة أشوكا العالمية للمبدعين الإجتماعيين. تعتبر أشوكا المنظمة الرائدة في العالم للمبدعين الإجتماعيين والذين يعملون على إيجاد حلول جذرية لمشاكل إجتماعية مختلفة.
عام 2010، بادر إلى إقامة مكتبة المنارة العالمية، وهي المكتبة العربية الاولى في العالم العربي الملاءمة للأصحاب التحديات والتي تحتوي على آلاف الكتب الصوتية. حصد عباس العديد من الجوائز بفضل مبادرة المكتبة وأهمها جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، كأفضل مبادرة لتعزيز ثقافة القراءة وصنع مجتمع المعرفة عام 2017، وجائزة “Zero Project” كأفضل مبادرة لإتاحة المعلومات عام 2018.
كما وأطلق عباس عام 2019 مبادرة جديدة وهي “بودكاست المنارة”، لتكون منبرا لأصحاب التحديات، والتي من خلالها يتم تسجيل برامج متعددة وبودكاست، في مواضيع متنوعة تخدم المجتمع العربي، والتي يمكن الاستماع اليها من خلال موقع وتطبيق “مكتبة المنارة”.